استكشاف آبار النفط والغاز عالية التأثير قد يخفض الانبعاثات 6% (تقرير)
اقرأ في هذا المقال
- الاكتشافات الجديدة قد تخفض الانبعاثات من النطاقين 1 و2 بنسبة 6% بحلول 2030.
- الاحتياطيات العالمية يمكنها دعم إمدادات النفط لأكثر من 45 عامًا.
- توفر اكتشافات المياه العميقة إمكانات كبيرة مع كثافة انبعاثات أقل.
يمثل استكشاف آبار النفط والغاز عالية التأثير إستراتيجية مهمة في التحول العالمي للطاقة وأداة أساسية للحد من الانبعاثات، في وقت تواجه الصناعة انتقادات بسبب تأثيرها البيئي.
الآبار عالية التأثير هي مشروعات تنقيب قادرة على التأثير في إجمالي الاحتياطيات والإنتاج والقيمة الاقتصادية لمنطقة ما أو محفظة شركة ما، وتكون عادةً موجودة في الأحواض الحدودية أو الناشئة؛ ما يعني أنها قد تكون الأولى في المنطقة أو جزءًا من آبار استكشافية لم تشهد الإنتاج بعد.
وتكمن إحدى المزايا الرئيسة لاستكشاف الآبار عالية التأثير في قدرتها على خفض الانبعاثات العالمية من النطاقين 1 و2 الناتجة في أثناء عمليات الاستخراج والتكرير بنسبة تصل إلى 6% بحلول عام 2030، بحسب تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
وبالإضافة إلى الفوائد البيئية، فإن استكشاف آبار النفط والغاز عالية التأثير يوفر مزايا اقتصادية هائلة؛ حيث تحقق الاكتشافات الجديدة عائدات أعلى، وتقدم عمليات التقييم واستكشاف المياه العميقة -تحديدًا- فرصًا للوصول إلى الموارد غير المستغلة بأقل قدر من الانبعاثات.
أهمية الاكتشافات الجديدة في قطاع النفط والغاز
يواصل قطاع النفط والغاز تأدية دور حاسم في التحول العالمي للطاقة، رغم تراجع الاستثمار في عمليات التنقيب بمقدار الثلثين على مدى العقد الماضي.
ووفقًا لأحدث تقرير لشركة أبحاث الطاقة وود ماكنزي، تُقدر الاحتياطيات العالمية الحالية بنحو 3 تريليونات برميل نفط مكافئ؛ ما يضمن إمدادات من النفط لمدة 45 عامًا، وقرابة 60 عامًا من الغاز.
ورغم وفرة الموارد الحالية؛ فإن استكشاف آبار النفط والغاز عالية التأثير مهم، وقد تسهم في تحقيق الآتي:
- الحد من الانبعاثات.
- خفض التكاليف بالنسبة للمستهلكين.
- إضافة القيمة لمالكي الموارد والمستكشفين.
- الاستغناء عن البدائل الأكثر تلويثًا والأقل كفاءة.
وأشار تقرير وود ماكنزي إلى أنه يمكن خفض الانبعاثات من النطاقين 1 و2 الناتجة عن عمليات الاستخراج والتكرير، من خلال اكتشاف حقول جديدة بدلًا من محاولة إعادة تأهيل الحقول القديمة الأكثر تلويثًا؛ بفضل تقنيات إزالة الكربون وطرق الإنتاج الأكثر كفاءة.
وأوضح التقرير أن كثافة الانبعاثات للحقول الجديدة المقرر أن تبدأ الإنتاج في السنوات المقبلة من المتوقع أن يبلغ متوسطها 17 كيلوغرامًا من ثاني أكسيد الكربون لكل برميل نفط مكافئ خلال المدة من 2025 إلى 2030.
في مقابل ذلك، يبلغ متوسط كثافة الانبعاثات للحقول القديمة قيد التشغيل 28 كيلوغرامًا من الكربون لكل برميل نفط مكافئ، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وحال حلت الحقول الجديدة محل القديمة، قد تنخفض الانبعاثات العالمية من النطاقين 1 و2 من إنتاج النفط والغاز بنسبة تصل إلى 6% بحلول عام 2030، وهو ما يترجم إلى انخفاض بنحو 100 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون.
استكشاف آبار النفط والغاز عالية التأثير
برز استكشاف آبار النفط والغاز عالية التأثير كونه الوسيلة الفعالة اقتصاديًا لتجديد المحافظ الاستثمارية بحقول جديدة، وخاصة للشركات التي تسعى إلى تطوير حقول عالية القيمة ومنخفضة الكربون.
وشهد العام الماضي حفر 27 بئر عالية التأثير حول العالم مع تقديرات بارتفاع العدد بصورة كبيرة خلال 2024، وفق شركة ريستاد إنرجي.
وسلّط تقرير وود ماكنزي الضوء على العوائد المالية القوية لاستكشاف النفط والغاز؛ حيث بلغ متوسط العائدات على الدورة الكاملة (أي التكاليف المترتبة على الاكتشاف حتى الإنتاج) 15% سنويًا منذ عام 2015.
وأثبتت اكتشافات الحقول الجديدة أنها ذات قيمة عالية، مع خلق قيمة صافية تزيد على 160 مليار دولار منذ عام 2015، بافتراض سعر 65 دولارًا أميركيًا للبرميل المتوقع لخام برنت على المدى الطويل.
كما يؤكد التقرير الفجوة الاقتصادية بين الاستكشاف وعمليات الدمج والاستحواذ، مشيرًا إلى أن متوسط سعر التعادل للاستكشاف بلغ 45 دولارًا للبرميل على مدى السنوات الـ5 الماضية، مقارنة بـ65 دولارًا للبرميل لعمليات الدمج والاستحواذ، وهذه الفجوة أكثر وضوحًا بالنسبة للموارد المجدية، والتي أصبحت نادرة في السوق.
ومن بين الفرص الواعدة للاستكشاف هي المناطق الحدودية أو الناشئة والمياه العميقة بفضل الإمكانات والموارد الضخمة.
ويوفر الاستكشاف في المناطق الحدودية، على وجه الخصوص، عوائد كبيرة، مع إضافة الآبار الجديدة أكثر من 80 مليون برميل نفط مكافئ لكل بئر -أغلبها في المياه العميقة- أي أكثر من 7 مرات إنتاج الآبار في الحقول القديمة.
بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما تكون كثافة الانبعاثات في مشروعات المياه العميقة أقل مقارنة بالمشروعات الأخرى.
في الوقت نفسه، يحمل استكشاف المياه العميقة إمكانات هائلة، خاصة أن أغلب هذه المناطق لا تزال غير مستغلة، ونتيجة لذلك، بدأت كبريات شركات النفط، إلى جانب شركات النفط الوطنية، زيادة الإنفاق لاستكشاف مشروعات المياه العميقة وتقييمها.
الدور الحيوي لعمليات الاستكشاف وسط المخاوف البيئية
ظل منحنى الاستكشافات العالمي، الذي يتتبع كمية النفط والغاز المكتشفة لكل بئر، ثابتًا على مدى العقود الـ4 الماضية، مع معدل اكتشاف ثابت عند قرابة 30 مليون برميل نفط مكافئ لكل بئر.
ورغم حفر أكثر من 50 ألف بئر؛ فمن غير المرجح أن يكون هناك انخفاض مفاجئ أو تغيير كبير في هذا الاتجاه في المستقبل القريب، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ومع ذلك، يواجه الاستكشاف تحديات كبيرة في ضوء الاعتقاد الراسخ بأنه يسهم في تغير المناخ؛ ما يهدد قدرة الصناعة على الوصول إلى فرص جديدة وجذب المواهب والاحتفاظ بها.
ورغم ذلك؛ فقد أكد التقرير أن استكشاف آبار النفط والغاز عالية التأثير يؤدي دورًا مهمًا في إزالة الكربون من القطاع.
الخلاصة..
يُظهر استكشاف آبار النفط والغاز عالية التأثير إمكانات كبيرة في الحد من الانبعاثات وتعزيز العوائد الاقتصادية، مع التركيز على تقنيات حديثة في المياه العميقة والمناطق الناشئة لتحقيق تحول بيئي واقتصادي مستدام.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
- استكشاف آبار النفط والغاز عالية التأثير يحد من الانبعاثات من شركة وود ماكنزي
- عدد آبار النفط والغاز عالية التأثير المحفورة في 2023 من شركة ريستاد إنرجي.