الطلبة يترقبون صرف المنحة .. "المكتب الجامعي" يوضح أسباب التأخر
بكثير من الترقب والصبر ينتظر الآلاف من الطلبة المغاربة، بمختلف الجامعات، صرف الشطر الأول من المنحة الجامعية والذي يقدر بحوالي ألف وتسعمائة درهم؛ وذلك بعد انصرام أزيد من شهرين على انطلاق الموسم الدراسي الجديد.
وعلى ما يبدو فإن الإجراءات الإدارية الكفيلة بتحويل مبلغ الشطر الأول من هذه المنحة إلى الحسابات الخاصة بالطلبة المستفيدين منها لم تنته بعد، بما جعل هؤلاء يعيدون التأكيد على “طول فترة انتظارهم وأولوية صرفه، بما يمكن أن يتجاوب مع انتظاراتهم ومع تكاليف الحياة الجامعية”.
وتفاعلا مع شكاوى الطلبة أفاد مصدر من داخل المكتب الوطني للأعمال الجامعية الاجتماعية والثقافية بأن مصالح هذا الأخير “بصدد الانتهاء من الإجراءات المصرفية اللازمة بتعاون مع مصالح وزارة المالية لتمكين الطلبة الجامعيين من منحهم الأسبوع المقبل”.
وأوضح المصدر ذاته، متحدثا لهسبريس، أن عملية التأخير تعود أساسا إلى “انكباب المصالح المعنية بصرف المنحة بتنقيح لوائح المستفيدين برسم الموسم الجامعي الحالي، حيث إنه يتم بين الفينة والأخرى اكتشاف وجود طلبة من الموظفين والأجراء ممن تم التصريح بهم على مستوى الضمان الاجتماعي”.
وسجل المتحدث ذاته وجود “تنسيق مع مصالح الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي قصد جرد الذين ترد أسماؤهم ضمن لوائح المستفيدين من المنحة بغرض ضبط الشطر الأول من هذه الأخيرة”، مؤكدا أن الأمر يتعلق في نهاية المطاف بجرد حالات عدم الاستحقاق”.
في سياق متصل يتحدث الطلبة الجامعيين بحدة عن وجود “تأخر في صرف الشطر الأول من المنحة الدراسية برسم الموسم الجامعي الجديد”؛ وهو ما يؤكدون أنه “لا يتماشى ودعم التحصيل الدراسي للطلبة، موازاة مع تكرار هذا المشكل كل سنة”.
وقال موسى أيت سعيد، طالب المدرسة العليا للأساتذة بالرباط، إن هناك ترقبا وانتظارا كبيرا من الطلبة بمختلف الجامعات بغرض التوصل بهذه المنحة، على أساس أنهم قضوا إلى غاية اليوم أزيد من شهرين من الدراسة.
وأضاف أيت سعيد، في تصريح لهسبريس، أن “التأخر في صرف المنحة الجامعية إلى حدود اليوم يبقى غير مقبول في صفوف الطلبة لكونه يبقى مبالغا فيه، حيث من المهم جدا أن يتم صرف المنحة في ظرف زمني معقول”، موردا أن هذا التأخير الحاصل في صرفها “مؤسف لأنه مُصاحبٌ بنوع من الضعف التواصلي، وهو ما يساهم في ترك الطلبة يواجهون واقعا صعبا”.
من جهته، أوضح حمزة الصغير، طالب بجامعة محمد الخامس بالرباط، أنه “مبدئيا، فهذا هو توقيتها تقريبا الذي يتم خلاله صرفها كل سنة، حيث تعرف عادة التأخر كل سنة؛ وهو الأمر الذي ينتج عن سلسلة مركبة من الفاعلين، ويرتبط بمسألة تحيين قوائم المستفيدين منها، ومن سيستفيدون فقط من نصفها”، مشيرا إلى أن “الجامعات هي الأخرى تتأخر في توفير لوائح الطلبة الممنوحين المحسوبين عليها، حسب نتائج الاختبارات التي اجتازوها”.
وأكد الصغير، في تصريح لهسبريس، أن “المتضررين أكثر هم الطلبة الممنوحين لأول مرة، حيث ينتظرون عادة إلى غاية الأشهر الأولى من السنة المقبلة، يمكن أن تصل إلى فبراير أو حتى مارس. فلدينا مجموعة من التحفظات التي تخص طريقة تدبير عملية صرف المنحة للطلبة الجامعيين الذين يجب أن يحظوا باهتمام بالغ”.
وزاد: “كانت لدينا مجموعة من التحفظات بخصوص الإصلاح الجامعي الجديد، حيث كنا وفّرنا مجموعة من المقترحات في هذا الصدد؛ بما فيها توفير الجامعات لنقاط الامتحانات بشكل سريع حتى لا يتم الاختباء وراء هذه الإشكالية كل سنة، إلى جانب الرفع من قيمة هذه المنحة الجامعية كذلك حيث إن قيمتها لم تعد توفر أيضمان ات للطالب لتحقيق اكتفائه الذاتي وتسيير أموره الجامعية”.