مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية: ترامب قدّم نفسه كمرشح قادر على إنعاش الاقتصاد الأمريكي
تحليل فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية: العوامل الاقتصادية والسياسية وراء النتائج المفاجئة"(خاص)
الخميس 07 نوفمبر 2024 | 05:57 مساءً
من المتوقع أن تؤدي عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض إلى تغييرات جذرية في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، مما قد يؤثر بشكل كبير على التوازنات الدولية في ظل الأزمات والصراعات المستمرة في العديد من مناطق العالم.
ووفقًا لأرقام المجمع الانتخابي الأمريكي، حصل دونالد ترامب على 279 صوتًا، بينما حصلت كامالا هاريس على 223 صوتًا حتى كتابة هذه السطور، مع العلم أن الفوز يتطلب الحصول على 270 صوتًا من أصوات المجمع الانتخابي.
وفي هذا السياق، تقدم "بلدنا اليوم" تحليلًا لنتائج الانتخابات الأمريكية.
المفاجأة التي حققها دونالد ترامب
يوضح الدكتور محمد فايز، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية، لـ"بلدنا اليوم" أن الانتخابات كانت مليئة بالمفاجآت، خصوصًا في التباين بين استطلاعات الرأي ونتائج التصويت الفعلية.
في الأسابيع التي سبقت الانتخابات، كانت التوقعات تشير إلى تقارب شديد بين ترامب وكامالا هاريس من حيث نسبة الأصوات وعدد المقاعد في المجمع الانتخابي، وهذا التناقض يعكس حالة من عدم اليقين في بعض المعطيات الانتخابية التي لعبت دورًا كبيرًا في تحديد النتيجة.
وقال إن أبرز العوامل التي ساهمت في فوز ترامب كان خطابه حول الاقتصاد، حيث قدم نفسه كمرشح قادر على تحفيز الاقتصاد الأمريكي، وتعزيز النمو، ومعالجة قضايا مثل التضخم.
وقد أبدى الناخبون ثقة في قدراته الاقتصادية، خاصة فيما يتعلق بتخفيض الضرائب على الشركات الكبرى، على عكس موقف كامالا هاريس التي دعت لزيادة الضرائب على الشركات الكبرى.
وأوضح الدكتور محمد أن أحد العوامل الأخرى كان سياسات ترامب في الشؤون الخارجية، خاصة مواقفه من الحروب والصراعات الدولية. خلال فترة حكم بايدن، كانت الولايات المتحدة تواجه تحديات في عدد من الملفات الهامة مثل الحرب الروسية الأوكرانية، والأزمة في غزة.
وقد شعر الناخب الأمريكي أن الولايات المتحدة تحت إدارة بايدن فقدت قوتها في التعامل مع هذه الملفات، الأمر الذي دفع البعض إلى دعم ترامب الذي تبنى سياسة "أمريكا أولاً" مع تركيزه على تقليص التورط الأمريكي في الصراعات الخارجية.
وأكد الدكتور فايز أن هناك أيضًا توجهًا قويًا بين الناخبين الأمريكيين نحو استعادة قوة الولايات المتحدة على الساحة العالمية.
ورغم الدعم الكبير الذي قدمته الإدارة الديمقراطية لأوكرانيا في حربها ضد روسيا، كانت هناك شكاوى من ضعف إدارة بايدن في حسم العديد من القضايا الكبرى مثل الموقف من إسرائيل وقطاع غزة.
وأشار إلى أنه خلال فترة حكم بايدن، كانت هناك قضايا اقتصادية أثرت على الأمريكيين، مثل التضخم وارتفاع الأسعار، مما جعل الكثير من الناخبين يفضلون رؤية ترامب مرة أخرى على رأس الإدارة، باعتباره القادر على إدارة الملفات الاقتصادية بكفاءة أكبر.
وأوضح أن فوز ترامب في الانتخابات يعكس رغبة بعض الناخبين في استعادة القوة الأمريكية على الساحة الدولية وداخل البلاد، فترامب لا يقتصر فقط على تعزيز موقف الولايات المتحدة تجاه التحديات الخارجية، بل يعزز أيضًا رؤيته الاقتصادية، وهو ما يعكس استجابة لاحتياجات المواطن الأمريكي.
وفيما يتعلق بالعلاقة مع إسرائيل، يبدو أن ترامب سيدفع نحو ضمان استقرار العلاقة بين الولايات المتحدة وحكومة نتنياهو، مع التركيز على دفع ملف السلام وتحقيق نتائج ملموسة قد تساهم في تعزيز موقفه في الانتخابات القادمة.