كيف تصدى المصريون لحرب الشائعات.. الحقائق والوعى وقفا حائط صد
الحروب النفسية واحدة من أخطر أنواع الحروب في العالم، حيث تلجأ إليها أجهزة مخابرات عالمية لتحقيق الهزائم النفسية بشعوب الدول الأخرى، وتفكيك المجتمع، وهدم الثقة التي تجمع الشعب بالقيادة السياسية، وهو ما يتطلب رؤية فاعلة لتعزيز الوعي داخل المجتمع، وهو ما انتبهته له جيداً الدولة المصرية، وتصدى لها المصريين بوعى شديد.
وقال اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر أستاذ العلوم السياسية إن الشائعات هي أكبر التحديات التي تواجه المجتمعات اليوم، بسبب انتشار المعلومات المضللة وغير الصحيحة وأصبحت تشكل تهديدا مباشرا لاستقرار المجتمع ووحدته الوطنية بإثارة حالة من القلق والفوضى بين المواطنين، والتأثير سلبا على ثقتهم في المؤسسات الوطنية والسياسات العامة مشيرا إلى أن التصدي لهذه الظاهرة يتطلب مسؤولية مجتمعية يشترك فيها جميع أفراد المجتمع، بدءا من المواطنين العاديين، وصولا إلى الإعلاميين وصناع القرار لنشر الوعي وتعزيز الثقة بين المواطنين والمؤسسات الحكومية، موضحاً أن الشائعات تستهدف النيل من الاستقرار الوطني، وتستخدم غالبا كأداة لزرع الشكوك وخلق انقسامات داخل المجتمع بهدف تعطيل مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية مشيرا إلى أن التكنولوجيا الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي جعلت من السهل نشر الشائعات على نطاق واسع وفي وقت قياسي، ما يضع مزيدا من المسؤولية على الجميع للتحقق من مصادر المعلومات التي يتلقونها والتأكد من مصداقيتها قبل إعادة نشرها.
وأشار نائب رئيس حزب المؤتمر إلى أن صناعة الوعي هي الحل الأمثل لمواجهة هذا الخطر والعمل علي نشر ثقافة الوعي والمعرفة الصحيحة، لتمكين المواطن من أن يكون على دراية بالمستجدات الحقيقية، وأن يمتلك القدرة على التمييز بين الأخبار الصادقة و المزيفة كما أن تعزيز الوعي يساعد المواطنين على أن يكونوا أكثر قدرة على مواجهة الأكاذيب وعدم الانجراف وراء المعلومات المغلوطة التي تروج لها جهات قد تسعى لتحقيق أجندات خاصة، مؤكداً أن دور الإعلام الوطني في مواجهة الشائعات يعد أمرا حيويا باعتباره الجهة المسؤولة عن تقديم الحقائق وتوضيح المعلومات للجمهور لافتا إلى أن الإعلام يلعب دورا كبيرا في توعية المواطنين بآثار الشائعات السلبية، وتعزيز تواصلهم مع الحقائق بطريقة شفافة وواضحة مؤكدا أن بناء وعي مجتمعي قوي ومتين هو السبيل لمجتمع قادر على التصدي للشائعات وحماية استقراره، فكلما كان وعي المجتمع مرتفعا، قلت فرص نجاح محاولات نشر الشائعات، داعيا الجميع بدءا من الأسرة والمدرسة وصولا إلى مؤسسات الدولة، للقيام بدورهم في تعزيز الثقافة المعلوماتية وتنمية الحس النقدي لدى الأجيال الجديدة، حتى يصبحوا خط الدفاع الأول ضد أي محاولات لتشويه الحقائق أو زعزعة الثقة في الوطن.
وأكد النائب معتز محمود، وكيل لجنة الصناعة بمجلس النواب، ونائب رئيس حزب الحرية المصري، إن الدولة المصرية تتعرض لحملة ممنهجة من الشائعات والأكاذيب بهدف زحزحتها عن دعم القضية الفلسطينية، وهذا الأمر لم ولن تنجح قوى الشر فيه على الإطلاق، مؤكدا أن مصر تبذل جهود كبيرة وتاريخية لدعم القضية الفلسطينية، لافتاً إلى أن الدولة المصرية تتعرض لوتيرة من حرب الشائعات التي تستهدف مؤسساتها، وتشكك في دورها الإقليمي والدولي، مؤكدًا على أن مصر تواجه تحديات مستمرة تهدف إلى زعزعة استقرارها وتقويض مكانتها التاريخية، خصوصًا فيما يتعلق بدورها الريادي في دعم القضايا العربية والقضية الفلسطينية تحديدًا، لافتا إلى أن الشائعات أصبحت سلاحًا يستخدمه أعداء الدولة بعد فشل محاولاتهم السابقة في تحريك الجماهير وزعزعة الاقتصاد الوطني.
وحذر النائب معتز محمود، من الترويج للشائعات، لافتا إلى أن هناك من يريد إثناء مصر عن دعم القضية بحملة شرسة من الشائعات والتشكيك والتشويه المستمرة مؤكدا أن الدولة المصرية ملتزمة بدعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وأن الدولة المصرية كانت ولا تزال عمود الخيمة الذي يستند عليه الاستقرار في المنطقة، وجهود مصر لإرساء السلام في المنطقة واضحة للعالم أجمع، ودورها الريادي في المنطقة يشهد له الجميع.