تحول الطاقة في بريطانيا بحلول 2030 يتطلّب تقنين استهلاك الكهرباء (تقرير)
اقرأ في هذا المقال
- • التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة في بريطانيا يعتمد على تضحيات الجمهور
- • العدادات الذكية تمنع المستهلكين في المملكة المتحدة من استهلاك الطاقة خلال أوقات الذروة
- • المرونة أمر حيوي في نظام يتضمّن مصادر طاقة متجددة أكثر تنوعًا
يتطلّب تحول الطاقة في بريطانيا والانتقال إلى المصادر النظيفة بحلول عام 2030 تقنين استهلاك الكهرباء في أوقات الذروة، وذلك بموجب تقرير نشرته هيئة تشغيل نظام الطاقة الوطني نيسو (NESO).
وأفاد تقرير الهيئة، التي باشرت أعمالها الشهر الماضي، بأن تقنين الكهرباء للمنازل البريطانية قد يصبح رسميًا حسب البطاقات، وفق مقال طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وكان أول عمل بارز لهذه الهيئة، مشغل أنظمة الطاقة الجديد في المملكة المتحدة، نشر تقرير في نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، يزعم أن "مرونة جانب الطلب"، التي تبدو وكأنها تعبير ملطف لتقنين الكهرباء في ساعات الذروة، أمر حيوي من أجل تحول الطاقة في بريطانيا، لاستعمال "الطاقة النظيفة" بحلول عام 2030.
وسوف تتضمن خطة "نيسو-ميليباند" لمستقبل منخفض الكربون، من خلال تحقيق تحول الطاقة في بريطانيا، أكثر من مجرد الانتظار لمدة من الوقت للحصول على كوب من الشاي.
التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة
حسب مقال نشرته مجلة ذا سبيكتاتور الأسبوعية البريطانية (The Spectator) للكاتبة الصحفية المستقلة لدى العديد من الصحف والمجلات، أليكس كلاوشوفر، فإنه على الرغم من أن وعد حزب العمال الانتخابي بإكمال تحول الطاقة في بريطانيا، إلى نظام قائم على مصادر الطاقة المتجددة في غضون السنوات القليلة المقبلة، بدا مستحيلًا، أعلن خبراء "مستقلون" أن هذا في الواقع ممكن تمامًا، بشرط أن يقدم الجمهور التضحيات اللازمة.
وقالت الكاتبة الصحفية المستقلة لدى العديد من الصحف والمجلات، أليكس كلاوشوفر، إن "هيئة تشغيل نظام الطاقة الوطني (نيسو) ليست مستقلة عن الحكومة".
وأشارت إلى أن الهيئة هي أول مؤسسة منفردة تدير نظام الطاقة في البلاد، وتضم شبكة الكهرباء الوطنية، التي تُعد شركة من الناحية التقنية، وأن المساهم فيها هو وزارة أمن الطاقة والحياد الكربوني.
وأوضحت أليكس كلاوشوفر أن الشخص الذي يتمتع بقدر كبير من السيطرة هو وزير الطاقة البريطاني، إد ميليباند.
تداعيات سياسة الحياد الكربوني
ترى الكاتبة الصحفية المستقلة لدى العديد من الصحف والمجلات، أليكس كلاوشوفر، أنه مع زيادة اعتماد بريطانيا على الكهرباء بشكل كبير بسبب سياسة الحياد الكربوني، تزايدت المحاولات لإقناع المستهلكين بخفض استهلاكهم.
لذلك، أجرت الشبكة الوطنية خطة تجريبية في عام 2022، إذ عُرضت على عملاء شركة الكهرباء البريطانية أكتوبوس Octopus، التي تمتلك 1.4 مليون عداد ذكي، كهرباء مجانية إذا قللوا من استهلاكهم في أوقات معينة.
وأفادت هيئة تشغيل نظام الطاقة الوطني "نيسو" بأنها ستستمر في تقديم مثل هذه الحوافز التي تُسهم في تحقيق تحول الطاقة في بريطانيا.
وتساءلت أليكس كلاوشوفر: "هل يشير هذا إلى أنه يمكن تحقيق شكل من أشكال تقنين الطاقة في المستقبل من خلال الأجهزة (الذكية) التي يمكنها الحد من استهلاك الكهرباء في أوقات معينة بما يحقق تحول الطاقة في بريطانيا؟".
وأضافت كلاوشوفر أن هذا قد يفسّر كل الضجة حول العدادات الذكية، حيث كانت الحكومة تستعمل جميع الوسائل الممكنة باستثناء الإكراه الصريح لتحقيق طرح وطني للعدادات الذكية، مع فرض أهداف التركيب السنوية الدنيا لموردي الطاقة بغرامات باهظة.
وأوضحت أنه بالنسبة إلى أصحاب المنازل، يُترجم هذا إلى ضغوط تقترب من المضايقة، وقالت: "أخبرني مزود الطاقة أنه (ملزم) بتقديم عداد ذكي لي (على أساس متكرر)، في حين اشتكت صديقة من أن شركة بريتيش غاز British Gas حددت مواعيد متكررة لتركيب عداد ذكي ضد رغباتها الصريحة".
بدورها، أشادت هيئة تنظيم الطاقة في المملكة المتحدة (أوفغيم) Ofgem، بدعم من الموردين مثل شركة أكتوبوس Octopus، بتسعير الطفرة - التعرفات المستندة إلى الوقت التي تمكنها العدادات الذكية من كبح المستهلكين عن استعمال الطاقة في أوقات الذروة.
نظام تقنين الطاقة المرتقب
تقدّم بعض الأبحاث من جامعة ليدز بالمملكة المتحدة نظرة ثاقبة على نوع التفكير وراء نظام التقنين المرتقب، الذي سيُسهم في تحقيق تحول الطاقة في بريطانيا، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
في تقرير عام 2023، يزعم الباحثون أن التقنين على غرار الحرب العالمية الثانية هو وسيلة "عادلة" للهروب من تغير المناخ، و"تُظهر سجلات الحرب العالمية الثانية أن تقنين الغذاء الإلزامي كان أكثر قبولًا لدى عامة الناس في المملكة المتحدة من التغييرات الطوعية في النظام الغذائي عندما أصبحت الموارد نادرة".
ويضيف الباحثون أن الحكومات يمكن أن "تحدد أكبر الملوثين، مثل النفط والغاز والبنزين، والرحلات الجوية الطويلة والزراعة المكثفة، ما يخلق ندرة في المنتجات التي تضر بالكوكب، ومن ثم يمكن طرح نظام التقنين تدريجيًا، لإدارة الندرة الناتجة بهدف تلبية الاحتياجات الأساسية للجميع".
وقالت الكاتبة الصحفية المستقلة لدى العديد من الصحف والمجلات، أليكس كلاوشوفر: "يبدو خلق الندرة التي تستلزم التقنين وكأنه الحياد الكربوني في صورة مصغرة، في حين أن التقديم التدريجي للتقنين هو وصف جيد للمسار الذي نسلكه حاليًا".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..