الطلب العالمي على النقل قد يرتفع 70% بحلول 2050 (تقرير)
يتزايد الطلب العالمي على النقل عامًا بعد عام مع زيادة عدد السكان، وتصاعد معدلات الهجرة إلى المدن والمناطق الحضرية حول العالم، ما يفرض ضغوطًا هائلة على استهلاك النفط ويهدد مسارات تحول الطاقة العالمية.
في هذا السياق، توقع تقرير حديث -حصلت وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن) على نسخة منه- ارتفاع الطلب على نقل الركاب ووقود الطائرات بنسبة 70% بحلول عام 2050.
ويؤشر ارتفاع الطلب العالمي على النقل على تحسّن مستويات المعيشة، لكنه يشكّل تحديًا لأهداف الاستدامة خاصة الوسائل التي تعتمد على الكهرباء مثل النقل بالشاحنات لمسافات طويلة والشحن البحري والطيران.
ورغم أن انتشار المركبات الكهربائية سيشهد تسارعًا حول العالم، فإنها لن تكون كافية لتلبية الطلب المتزايد على النقل والتنقل من عدد سكان يتجاوز 8 مليارات نسمة ومرشح للزيادة خلال العقود المقبلة.
ويتوقع صندوق الأمم المتحدة للسكان ارتفاع عدد سكان العالم إلى 8.6 مليار نسمة بحلول عام 2030، ثم إلى 9.8 مليار نسمة بحلول عام 2050، في حين سيصل إلى 11.2 مليار نسمة بحلول عام 2100.
توقعات الطلب العالمي على النقل
يمثّل النقل والتنقل أكثر من 50% من الطلب العالمي على النفط حاليًا، كما يتسبب في 23% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بالطاقة.
وتفسّر هذه النسب العالية في الاستهلاك والانبعاثات، الاهتمام العالمي المتزايد بكهربة قطاع النقل أو الدفع باتجاه تحول إلى بدائل الوقود منخفضة الكربون مثل الهيدروجين والوقود الحيوي وغيرهما.
يوضح الرسم التالي -أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- خريطة الطلب على النفط حسب القطاعات في عام 2024:
ومن المتوقع ارتفاع الطلب العالمي على النقل والتنقل إلى ما يتراوح من 50 إلى 70 مليون برميل نفط مكافئ يوميًا بحلول عام 2050، بحسب أحدث تقرير صادر عن منتدى الطاقة الدولي.
وتستند هذه التوقعات إلى أن الطلب على النقل سيرتفع في عدة مناطق رئيسة، أبرزها الشرق الأوسط وجنوب آسيا ومنطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبري.
وتشير توقعات التقرير إلى أن الطلب على نقل الركاب (بالكيلومترات) سيرتفع بنسبة 90% في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في حين سيتضاعف الطلب في جنوب شرق آسيا بحلول عام 2050.
كما سيقفز الطلب على نقل الركاب في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى 3 مرات بحلول 2050، مقارنة بمستويات عام 2023.
أسباب ارتفاع الطلب العالمي على النقل
يُعزى منتدى الطاقة الدولي ارتفاع الطلب العالمي على النقل إلى 3 أسباب مترابطة، وهي نمو عدد سكان، ونمو معدلات التحضر الناتج عن التنمية الاقتصادية، وتوسع القطاع السياحي.
فمن المتوقع أن ينمو عدد سكان العالم بنسبة 27% إلى قرابة 10 مليارات نسمة في عام 2050، مقارنة بالعدد الإجمالي في عام 2024؛ مما سيؤدي إلى زيادة الطلب المتوقع على النقل ومن ثم الطاقة، سواء جاءت من الوقود الأحفوري أو الطاقة النظيفة.
كما يتوقع أن يؤدي التوسع الاقتصادي ونمو التجارة والتوسع الحضري إلى زيادة الطلب على نقل الركاب بنسبة 70% خلال المدة من 2024 إلى 2050.
ومن المتوقع توسع القطاع السياحي حول العالم، ما سيؤدي إلى زيادة الطلب على قطاعي النقل البري والجوي خلال العقود المقبلة وحتى منتصف القرن.
توقعات انتشار المركبات الكهربائية
من المتوقع ارتفاع معدل انتشار المركبات الكهربائية إلى 23% من إجمالي عدد السيارات على الطريق في العالم بحلول عام 2035، لكن هذا النمو سيظل متركزًا في عدد محدود من البلدان والمناطق.
فمن المرجح أن يصل معدل انتشار المركبات الكهربائية في الصين إلى 57% من سيارات الركاب المستعملة لكل 1000 نسمة، في حين سيصل المعدل إلى 30% في الولايات المتحدة، و28% في الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2035.
على النقيض من ذلك، سترتفع معدلات انتشار المركبات الكهربائية في البلدان التي تشهد أكبر نمو اقتصادي وسكاني من 1% في عام 2020 إلى 8% على الأكثر بحلول 2035، ما قد يعوق جهود خفض الانبعاثات العالمية.
يوضح الرسم التالي -أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- تطور مبيعات السيارات الكهربائية منذ عام 2017 وتوقعاتها حتى عام 2027:
كما ستؤدي القيود التجارية وحروب الرسوم الجمركية المفروضة على المركبات الكهربائية وأجزائها الأساسية (البطاريات والمعادن الحيوية)، إلى إبطاء جهود إزالة الكربون العالمية مؤقتًا على الأقل، وإن كانت ستؤدي إلى تعزيز قدرات التصنيع المحلي في عديد من البلدان.
وستؤثر التعرفات الجمركية الباهظة على المركبات الكهربائية إلى زيادة التكاليف على الشركات المصنعة، ومن ثم على المستهلكين النهائيين، ما قد يحد من مبيعاتها وانتشارها عالميًا، بحسب منتدى الطاقة الدولي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..