استثمارات الهيدروجين الأخضر في خطر.. ثاني شركة أوروبية تتقدم بطلب إفلاس

استثمارات الهيدروجين الأخضر في خطر.. ثاني شركة أوروبية تتقدم بطلب إفلاس
استثمارات الهيدروجين الأخضر في خطر.. ثاني شركة أوروبية تتقدم بطلب إفلاس

يتزايد الخطر الذي يواجه استثمارات الهيدروجين الأخضر، في ظل تراجع العديد من الممولين عن دعم المشروعات الواعدة لإنتاج هذا الوقود الصديق للبيئة.

ووفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تقدّمت شركة الهيدروجين الأخضر فيوجن فيول (Fusion Fuel) بطلب إفلاس إلى شركتها الفرعية البرتغالية، بعد عدم تحقيق التمويل الذي وُعدت به.

كما أعلنت الشركة رفع دعوى تعويض ضد شركة هيدروجينيال (Hydrogenial)، ومديرها نوربرت بيندنر، الذي وعد في أغسطس/آب بشراء ما يقرب من 44 مليون سهم وضمانات لشراء 13 مليون سهم آخر بسعر إجمالي قدره 33.5 مليون دولار.

ومع ذلك، لم تقدم "هيدروجينيال" أيًا من هذا التمويل الموعود بحلول الموعد النهائي الأصلي للإغلاق في 30 سبتمبر/أيلول، أو بعد التمديد حتى 25 أكتوبر/تشرين الأول الذي طلبه المستثمر.

تداعيات تأخير التمويل

نتيجة لتأخير التمويل، تقدّمت شركة "فيوجن فيول" بطلب إفلاس شركتها الفرعية البرتغالية، فيوجن فيول برتغال (Fusion Fuel Portugal)، التي نُفّذ من خلالها الجزء الأكبر من مبيعات التكنولوجيا وأنشطة تطوير المشروعات للشركة، وفق بيان صحفي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وتابعت شركة الهيدروجين الأخضر: "بناءً على نصيحة مستشار الإفلاس، قدّمت الشركة مطالبة في البرتغال بالتعويض عن الأضرار التي تكبدتها بسبب خرق هيدروجينيال".

وأضاف البيان: "تلاحظ الشركة أن التزام المستثمر بموجب اتفاقية الاكتتاب ما يزال ساريًا، على الرغم من تقديم المطالبة وإفلاس شركتها الفرعية البرتغالية".

وأشارت "فيوجن فيول" إلى أنها تبحث في خيارات من شأنها الحفاظ على قيمة المساهمين، وألمحت إلى أن "معاملة محتملة" ما تزال على الطاولة يمكن أن تعزّز سعر سهمها.

فيوجن فيول هي شركة رائدة ناشئة في قطاع الهيدروجين الأخضر، ملتزمة بتسريع التحول في مجال الطاقة، من خلال تطوير حلول هيدروجين نظيفة ومبتكرة.

وتشمل خطوط أعمال الشركة بيع أجهزة التحليل الكهربائي الخاصة بها، وتطوير محطات الهيدروجين الجاهزة وبيعها، وتوفير خدمات الهندسة والاستشارات للمشروع من البداية إلى النهاية.

مشروع الهيدروجين الأخضر في البرتغال

وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، صُنّف مشروع الهيدروجين الأخضر لشركة "فيوجن فيول" بقدرة 630 ميغاواط في سينيس بالبرتغال بوصفه مشروعًا مهمًا للمصلحة الأوروبية المشتركة (IPCEI) من قِبل الاتحاد الأوروبي، ما منحه الضوء الأخضر للمساعدة الحكومية.

وبينما أدى هذا إلى زيادة وجيزة في سعر سهمها الذي أغلق عند 2.48 دولارًا في 20 فبراير/شباط 2024، انخفض سهم الشركة منذ ذلك الحين إلى نحو 0.50 دولارًا للسهم.

وفي 8 مايو/أيار 2024، تلقّت شركة "فيوجن فيول" تحذيرًا من بورصة ناسداك بأنها لم تمتثل لمتطلبات الحد الأدنى من الأسهم بقيمة 10 ملايين دولار للبقاء مدرجة في البورصة.

وكانت شركة الهيدروجين الأخضر قد عرضت نقل إدراجها إلى أسواق رأس المال في ناسداك (Nasdaq Capital Markets) في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بمجرد اكتمال "معاملات معينة"، لكنها فشلت في القيام بذلك.

وأطلقت "فيوجن فيول" استئنافًا لدى "ناسداك"، من أجل تأجيل شطبها من البورصة، على الرغم من أن لجنة الاستماع قد تتخذ قرارًا ضد الشركة.

أزمة استثمارات الهيدروجين الأخضر في أوروبا

يُعد طلب الإفلاس الذي قدّمته شركة "فيوجن فيول" هو الثاني في أوروبا خلال أسبوع؛ إذ أعلنت شركة "إتش إتش 2 إي" الألمانية (HH2E) أنها تواجه إجراءات الإفلاس، وستتقدّم بطلب الإدارة الذاتية بعد فشلها في تأمين تمويل إضافي، لبدء بناء أولى منشآتها لإنتاج الهيدروجين الأخضر بالقرب من ساحل بحر البلطيق.

كانت "إتش إتش 2 إي" قد وقّعت قبل شهرين عقدًا بقيمة 45 مليون يورو (48.23 مليون دولار) مع شركة كارستن برازرز للإنشاءات (Gebrüder Karstens Bauunternehmung) لبناء مصنعها الرائد للهيدروجين الأخضر في لوبمين.

(اليورو = 1.07 دولارًا أميركيًا)

وكانت الشركة الألمانية تتوقع بدء الأعمال بعد الموافقة على المشروع، بموجب قانون التحكم في الانبعاثات الفيدرالي الألماني (BImschG)، وقرار الاستثمار النهائي من قبل مساهمي "إتش إتش 2 إي".

وأصبحت شركة الاستثمار في البنية التحتية والأسهم الخاصة فورسايت غروب (Foresight Group)، المساهم الأكبر في "إتش إتش 2 إي"، والشركات التابعة لها، بما في ذلك "إتش إتش 2 إي ورك لوبمين" (HH2E Werk Lubmin)، من خلال عملية توحيد في مايو/أيار 2024.

وكانت الشركة الألمانية تجري مفاوضات مكثفة مع فورسايت غروب على مدى الأسابيع القليلة الماضية، بشأن تمويل منشأة إنتاج الهيدروجين الأخضر الرائدة.

مع ذلك، أعادت "فورسايت غروب" إبلاغ شركة "إتش إتش 2 إي" أن لجنة الاستثمار التابعة لها قرّرت في النهاية عدم توفير التمويل اللازم.

ووفق ما جاء في بيان صادر في 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2024: "من ثم، فإن شركة إتش إتش 2 إي والشركة التابعة لها، إتش إتش 2 إي ورك لوبمين، ملزمتان قانونًا ببدء إجراءات الإفلاس".

المصادر:

  • طلب إفلاس شركة "فيوجن فيول" ومقاضاة المستثمر من بيان صحفي على الموقع الرسمي للشركة.
  • خطر إفلاس شركة "إتش إتش 2 إي" من منصة "أوفشور إنرجي" (Offshore Energy).

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

قد تقرأ أيضا